قصة قصيرة( من يزرع حبا):

اراد ملك عظيم ان يبني ملكه على الحب والعدل والرحمة وفي ذات صباح جلس مع ابنه على مائدة الافطار وبدا يناقش ابنه في امور المملكة وشؤونها وما يخص حال الرعية جال بخاطره انه يريد ان يطمئن على حال الشعب بنفسه و لا يريد وسيطا بينه وبين الشعب من البلاط الحاكم لان الوزير لن تنظر عيونه للامور مثل نظرتي انا للامور وقلبه ليس مثل قلبي فهو دائما يريد ان يشعر بالامان والاطمئنان فهذا كل مراده وفي اثناء هذه الحوارات سقطت قطعة من الخبز من على المائدة الى الارض ونظر الملك في عيون ابنه ليرى رد فعله فنطق الابن قائلا ابي لالا... فقال له الملك يا بني سانحني انا الى الارض والتقط قطعة الخبز فقال الابن ولكن لدينا من الخدم من يقوم بذلك مكانك اما انت !!!! وصمت فاجابه الملك نعم انا الملك كل من في مملكتي تحت سلطاني ولكن ايضا كل منهم مسؤول مني فان لم انحن انا والتقط قطعة الخبز من على الارض فلن تفهم انت بقية حواري معك
اجابه الابن :ابي لا افهم بعد ماذا تقصد؟ فاجابه الملك اريد ان اكون بين شعبي وارى بنفسي ما يحدث معهم ولهم فالمسافة بيننا كبيرة واريد ان المس كل ما يحدث عن قرب لذا فقد قررت ان ارسلك انت ابني نيابة عني فلم اجد اروع من ان تذهب انت اليهم فانا كاب ارى نفسي فيك لتقدم لهم كل الحب وكل ما تستطيع من الخير فهكذا ستكون ملكا عظيما في المستقبل فالعظمة ليس في الاستعلاء على البشر والجلوس على كرسي العرش دون تقديم حب حقيقي وعملي للشعب غدا صباحا تبدا رحلتك اجابه الابن ..ابي معنى ذلك انني سانزع ملابس الملك واترك صولجاني واكون كاي فرد بين الشعب ؟فضحك الملك وقال يا بني ستترك مكانك وتنحني كما انحنيت انا منذ قليل لتقدم الحب لهذا الشعب فسوف يرونني فيك من عملك الجيد وحكمتك في التصرف وتقديم العون ومحبتك للكل وفي صباح اليوم التالي ترك الابن القصر وهو في ملابس رجل الشارع بلا حرس ولا خيل ولا صولجان حتى وصل الى المدينة وصار بين الناس يجول في الشوارع يرى المحتاج فيصنع معه خيراويبحث عن المريض ويزوره وقضى اياما يصارع فبعد ان كان يخدم صار هو يخدم الاخرينوفي نهاية احد الايام جلس وهو متعب للغاية لكنه ابتسم وقال كم كان ابي محقا ان العظمة في ان اترك القصر وكرسي العرش واتلامس مع المساكين والمحتاجين ولكن ما الفائدة من ذلك؟ فلم يدرك الشعب حب ابي لهم بعد ولا حبي انا لهم وذهب في صمت طويل لكن قطع هذا الصمت صوت طفل على طرف الطريق يبكي فاقترب منه وابتسم له بكل الحب ونظر في عينيه المملوءتين بالدموع وبدا يمسح دموع الطفل وقال له ما بك ؟ وربت على كتفيه فازداد الطفل بكاءا فاخذه في حضنه واتى له بطعام وماء ولما فرغ الطفل من تناول الطعام وبدا يحكي اليه انني وحيد ليس لي بيت ولا اب ولا اخ ولا صديق وجدت نفسي هكذا في الدنيا من بيت الى بيت اخدم وعندما يغضب علي سيدي يطردني الى الشارع فقال له لا تخف من الان ستكون انت معي فاجابه الطفل ولكن من انت ومن اين انت؟ اراك مختلفا عن اناس مدينتنا فالكل هنا لا يهتم سوى بنفسه وبدا يحل الظلام وحدث ما لم يكن في الحسبان حيث تقدم نحوهم مجموعة من الرجال يبدو على وجوههم العنف والشر واقترب احدهم ونزع الطعام من يد الطفل واخذ يضحك بصوت عال (يبدوا ان لديك مال كثير نحن احوج اليه من هذا الطفل ) ورد اخربصوت اعلى وفي يديه سيف
(افرغ كل ما في جيوبك من مال والا تكون حياتك هي الثمن )فرد من انتم؟ انتم لاتعرفون من اكون انا ابن الملك
قضحك ولكن باستهزاء وقال رئيسهم انت مجنون وهل ياتي ابن الملك هنا؟ وبدا الكل في ضربه وبدا الكل في ضربه وقال اخر لنقتله فهو مجنون واختلط صراخ الشاب من كثر الالم بصراخ الطفل العاجز عن فعل شيء لابن الملك سوى ان يصرخ لا تصنعوا به هكذا فهو الشخص الوحيد الذي احبني وقدم لي الطعام واقترب مني و ضاعت صرخاته بين ضحكات وسخرية اللصوص واقترب الطفل من الشاب قائلا لا تمت ....لا تمت فاجابه لا تخف يا صغيري فانا هنا لازرع حبا تنفيذا لوصية ابي فهل سيموت من يصنع خيرا ويزرع حبا؟؟؟